فرانز فانون حول الحجاب والاستعمار

 «..كل حجاب منزوع يكشف للمستعمرين آفاقا كانت ممنوعة، يبرز لهم قطعة قطعة الجسد الجزائري المُعرىٰ، وبعد سفور كل وجه تظهر روح المحتل العدائية، وبالتالي آماله، مضاعفة عشرات المرات، وتعلن كل امرأة جزائرية جديدة سافرة للمحتل عن مجتمع جزائري تأذن نظمه الدفاعية بالتفسخ، وأنه مجتمع مفتوح ومُمَهَّد. وكل حجاب يسقط، وكل جسم يتحرر من وثاق الحايك (الحجاب الذي كانت ترتديه الجزائريات حينها) التقليدي وكل وجه يبرز لنظر المحتل الوقح، يكشف على نحو سلبي بأن الجزائر قد بدأت بالتنكر لنفسها، وتقبّل هتك سترها من قبل المستعمِر. ويبدو المجتمع الجزائري مع كل حجاب مهجور أنه يرضى بوضع نفسه في مدرسة السيد، وأنه يقرر تغيير عاداته تحت إدارة وإشراف الاستعمار. فإذا كان المستعمِر ينظر إلي نزع حجاب المرأة الجزائرية على أنه وسيلة لهتك القيم الحضارية والثقافية للمجتمع الجزائري ويبني استراتيجية الغزو والهيمنة والإلحاق على هذا الأمر، فمن المنطقي أن ينظر الشعب الجزائري إلى التمسك بالحجاب على أنه وسيلة من وسائل المقاومة للحفاظ على الشخصية الحضارية، ولمقاومة التذويب في الثقافة الفرنسية، وبالتالي مقاومة التلاشي حضاريا وسياسيا كما يريد له المستعمِر».


- فرانز فانون: A dying colonialism

-ممدوح الشيخ: الاستشراق الجنسي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ويكيبيديا: عالم مفتوح للمعرفة أم أداة للسيطرة؟

كبح الرجل بكاءه: تقليد ذكوري بالي أم ضرورة أخلاقية؟

الاعتزال بوصفه أداة للاختراق الأديولوجي